فصل: بَاب فضل جليبيب وَجَرِير بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب فضل حَاطِب بن أبي بلتعة رَضِي الله عَنهُ:

مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا لَيْث.
وَحدثنَا مُحَمَّد بن رمح، ثَنَا اللَّيْث، عَن أبي الزبير، عَن جَابر «أن عبدا لحاطب جَاءَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشكو حَاطِبًا، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ليدخلن حَاطِب النَّار. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كذبت، لَا يدخلهَا؛ فَإِنَّهُ شهد بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَة».

.بَاب فضل حُذَيْفَة وعمار بن يَاسر رَضِي الله عَنْهُمَا:

البُخَارِيّ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا شُعْبَة، عَن مُغيرَة، عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: «ذهب عَلْقَمَة إِلَى الشَّام، فَلَمَّا دخل الْمَسْجِد قَالَ: اللَّهُمَّ يسر لي جَلِيسا صَالحا. فَجَلَسَ إِلَى أبي الدَّرْدَاء فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: مِمَّن أَنْت؟ فَقَالَ: من أهل الْكُوفَة. قَالَ: أَلَيْسَ فِيكُم- أَو مِنْكُم- صَاحب السِّرّ الَّذِي لَا يُعلمهُ غَيره- يَعْنِي حُذَيْفَة-؟ قَالَ: قلت: بلَى. قَالَ: أَلَيْسَ فِيكُم- أَو مِنْكُم- الَّذِي أجاره الله على لِسَان نبيه- يَعْنِي من الشَّيْطَان، يَعْنِي عمارا-؟ قَالَ: قلت بلَى» وَذكر بَاقِي الحَدِيث.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، ثَنَا سُفْيَان، عَن أبي إِسْحَاق، عَن هَانِئ بن هَانِئ، عَن عَليّ قَالَ: «جَاءَ عمار بن يَاسر يسْتَأْذن على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ائذنوا لَهُ، مرْحَبًا بالطيب المطيب».
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
الْبَزَّار: حَدثنَا نصر بن عَليّ، أبنا عثام بن عَليّ، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي إِسْحَاق، عَن هَانِئ بن هَانِئ، عَن عَليّ «أن عمارا بن يَاسر اسْتَأْذن على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: ائذنوا للطيب المطيب ملئ إِيمَانًا إِلَى مشاشه».
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوى إِلَّا عَن عَليّ، وهانئ بن هَانِئ لَا نعلم روى عَنهُ إِلَّا أَبُو إِسْحَاق.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا الْقَاسِم بن دِينَار الْكُوفِي، ثَنَا عبيد الله بن مُوسَى، عَن عبد الْعَزِيز بن سياه- كُوفِي- عَن حبيب بن أبي ثَابت، عَن عَطاء بن يسَار، عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا خير عمار بَين أَمريْن إِلَّا اخْتَار أشدهما».
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب، لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن سياه، وَهُوَ شيخ كُوفِي، وَقد روى عَنهُ النَّاس.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو مُصعب الْمدنِي، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد، عَن الْعَلَاء بْن عبد الرَّحْمَن، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أبشر عمار، تقتلك الفئة الباغية».
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن.

.بَاب فضل أبي الْيُسْر رَضِي الله عَنهُ:

الْبَزَّار: حَدثنَا نصر بن عَليّ، ثَنَا أَبُو أَحْمد، ثَنَا سُفْيَان، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْبَراء قَالَ: «قَالَ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب: يَا رَسُول الله، أَرِنِي الَّذِي أسرني. قَالَ: فَأرَاهُ أَبَا الْيُسْر. وَكَانَ أَبُو الْيُسْر رجلا قَصِيرا. فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا أسرني رجل طَوِيل. فَقَالَ: لقد أيد بِملك كريم».

.بَاب فضل عَاصِم وخبيب رَضِي الله عَنْهُمَا:

البُخَارِيّ: حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن مُوسَى، أبنا هِشَام بن يُوسُف، عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عمر بن أبي سُفْيَان الثَّقَفِيّ، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: «بعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّة عينا وَأمر عَلَيْهِم عَاصِم بن ثَابت- وَهُوَ جد عَاصِم بن عمر بْن الْخطاب- فَانْطَلقُوا حَتَّى إِذا كَانَ بَين عسفان وَمَكَّة ذكرُوا لحي من هُذَيْل يُقَال لَهُم بَنو لحيان فتبعوهم بقريب من مائَة رام فَاقْتَصُّوا آثَارهم حَتَّى أَتَوا منزلا نزلوه فوجدوا فِيهِ نوى تمر تزودوه من الْمَدِينَة، فَقَالُوا: هَذَا تمر يثرب فتبعوا آثَارهم حَتَّى لحقوهم، فَلَمَّا انْتهى عَاصِم وَأَصْحَابه لجئوا إِلَى فدفد، وَجَاء الْقَوْم فأحاطوا بهم، فَقَالُوا: لكم الْعَهْد والميثاق إِن نزلتم إِلَيْنَا أَلا نقْتل مِنْكُم رجلا. فَقَالَ عَاصِم: أما أَنا فَلَا أنزل فِي ذمَّة كَافِر، اللَّهُمَّ أخبر عَنَّا رَسُولك. فقاتلوهم فَرَمَوْهُمْ حَتَّى قتلوا عَاصِمًا فِي سَبْعَة نفر بِالنَّبلِ وَبَقِي خبيب وَزيد وَرجل آخر فأعطوهم الْعَهْد والميثاق، فَلَمَّا أعطوهم الْعَهْد والميثاق نزلُوا إِلَيْهِم، فَلَمَّا استمكنوا مِنْهُم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بهَا. فَقَالَ الرجل الثَّالِث الَّذِي مَعَهُمَا: هَذَا أول الْغدر. فَأبى أَن يصحبهم فجرروه وعالجوه على أَن يصحبهم فَلم يفعل فَقَتَلُوهُ، وَانْطَلَقُوا بخبيب وَزيد حَتَّى باعوهما بِمَكَّة، فَاشْترى خبيبا بَنو الْحَارِث بن عَامر بن نَوْفَل وَكَانَ خبيب هُوَ قتل الْحَارِث يَوْم بدر، فَمَكثَ عِنْدهم أَسِيرًا حَتَّى إِذا أَجمعُوا قَتله اسْتعَار مُوسَى من بعض بَنَات الْحَارِث ليستحد بهَا فأعارته، قَالَت: فغفلت عَن صبي لي فدرج إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ فَوَضعه على فَخذه، فَلَمَّا رَأَيْته فزعت فزعة، عرف ذَلِك مني وَفِي يَده الموسى. فَقَالَ: أتخشين أَن أَقتلهُ مَا كنت لأَفْعَل ذَلِك إِن شَاءَ الله- تَعَالَى. وَكَانَت تَقول: مَا رَأَيْت أَسِيرًا قطّ خيرا من خبيب؛ لقد رَأَيْته يَأْكُل من قطف عِنَب وَمَا بِمَكَّة يَوْمئِذٍ ثَمَرَة وَإنَّهُ لموثق فِي الْحَدِيد، وَمَا كَانَ إِلَّا رزق رزقه الله، فَخَرجُوا بِهِ من الْحرم ليقتلوه فَقَالَ: دَعونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. ثمَّ انْصَرف إِلَيْهِم فَقَالَ: لَوْلَا أَن تروا أَن مَا بِي جزع من الْمَوْت لزدت. فَكَانَ أول من سنّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْد الْقَتْل هُوَ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أحصهم عددا. ثمَّ قَالَ:
مَا أُبَالِي حِين أقتل مُسلما ** على أَي شقّ كَانَ الله مصرعي

وَذَلِكَ فِي ذَات الْإِلَه وَإِن يَشَأْ ** يُبَارك على أوصال شلو ممزع

ثمَّ قَامَ إِلَيْهِ عقبَة بن الْحَارِث فَقتله، وَبعثت قُرَيْش إِلَى عَاصِم ليؤتوا بِشَيْء من جسده يعرفونه، وَكَانَ قتل عَظِيما من عظمائهم يَوْم بدر، فَبعث الله عَلَيْهِم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فَلم يقدروا مِنْهُ على شَيْء»
.

.بَاب فضل جليبيب وَجَرِير بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا:

مُسلم: حَدثنِي إِسْحَاق بن عمر بن سليط، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن ثَابت، عَن كنَانَة بن نعيم، عَن أبي بَرزَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مغزى لَهُ، فأفاء الله عَلَيْهِ، فَقَالَ لأَصْحَابه: هَل تَفْقِدُونَ من أحد؟ قَالُوا: نعم، فلَانا وَفُلَانًا وَفُلَانًا. ثمَّ قَالَ: هَل تَفْقِدُونَ من أحد: قَالُوا: نعم، فلَانا وَفُلَانًا وَفُلَانًا. ثمَّ قَالَ: هَل تَفْقِدُونَ من أحد؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: وَلَكِنِّي أفقد جليبيبا فاطلبوه. فطلبوه فِي الْقَتْلَى فوجدوه إِلَى جنب سَبْعَة قد قَتلهمْ ثمَّ قَتَلُوهُ، فَأتى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوقف عَلَيْهِ فَقَالَ: قتل سعبة ثمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مني وَأَنا مِنْهُ، هَذَا مني وَأَنا مِنْهُ. قَالَ: فَوَضعه على ساعديه لَيْسَ لَهُ إِلَّا ساعدا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فحفر لَهُ وَوضع فِي قَبره وَلم يذكر غسلا».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، أبنا وَكِيع وَأَبُو أُسَامَة، عَن إِسْمَاعِيل، وثنا ابْن نمير، ثَنَا عبد الله بن إِدْرِيس، ثَنَا إِسْمَاعِيل، عَن قيس، عَن جرير قَالَ: «مَا حجبني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أسلمت، وَلَا آراني إِلَّا تَبَسم فِي وَجْهي».
زَاد ابْن نمير فِي حَدِيثه، عَن ابْن إِدْرِيس: «وَلَقَد شَكَوْت إِلَيْهِ أَنِّي لَا أثبت على الْخَيل، فَضرب بِيَدِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: اللَّهُمَّ ثبته واجعله هاديا مهديا».
وَمن طَرِيق سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، عَن قيس بْن أبي حَازِم قَالَ: سَمِعت جرير بن عبد الله يَقُول: «قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لباب من أَبْوَاب الْمَسْجِد: يدْخل من هَذَا الْبَاب خير ذِي يمن عَلَيْهِ مسحة ملك. فَدخلت أَنا».

.بَاب فضل عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ:

البُخَارِيّ: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا عبد الْوَارِث، عَن خَالِد، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «ضمني النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدره وَقَالَ: اللَّهُمَّ علمه الْحِكْمَة».
حَدثنَا أَبُو معمر، ثَنَا عبد الْوَارِث وَقَالَ: «علمه الْكتاب».

.بَاب فضل عبد الله بن عمر وَعبد الله بن سَلام:

البُخَارِيّ: حَدثنَا إِسْحَاق بن نصر، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سَالم، عَن ابْن عمر قَالَ: «كَانَ الرجل فِي حَيَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا رأى رُؤْيا قصها على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكنت أَتَمَنَّى أَن أرى رُؤْيا أقصها على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكنت غُلَاما شَابًّا أعزب وَكنت أَنَام فِي الْمَسْجِد على عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن ملكَيْنِ أخذاني فذهبا بِي إِلَى النَّار فَإِذا هِيَ مطوية كطي الْبِئْر، وَإِذا لَهَا قرنان كقرني الْبِئْر، فَإِذا فِيهَا نَاس قد عرفتهم فَجعلت أَقُول: أعوذ بِاللَّه من النَّار، أعوذ بِاللَّه من النَّار. فلقيهما ملك آخر فَقَالَ لي: لن تراع. فقصصتها على حَفْصَة، فقصتها حَفْصَة على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: نعم الرجل عبد الله لَو كَانَ يُصَلِّي من اللَّيْل. قَالَ سَالم: فَكَانَ عبد الله لَا ينَام من اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا».
البُخَارِيّ: حَدثنَا يحيى بن سُلَيْمَان، حَدثنَا ابْن وهب، عَن يُونُس، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سَالم، عَن ابْن عمر، عَن أُخْته حَفْصَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: إِن عبد الله رجل صَالح».
مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا إِسْحَاق بن عِيسَى، حَدثنِي مَالك، عَن أبي النَّضر، عَن عَامر بن سعد قَالَ: سَمِعت أبي يَقُول: «مَا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لحي يمشي أَنه فِي الْجنَّة إِلَّا لعبد الله بن سَلام».
زَاد الطَّحَاوِيّ فِي هَذَا الحَدِيث: «وَفِيه نزلت هَذِه الْآيَة: {وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل على مثله فَآمن وَاسْتَكْبَرْتُمْ}».
رَوَاهُ عَن جمَاعَة مِنْهُم: يُونُس، عَن عبد الله بن يُوسُف، عَن مَالك بِإِسْنَاد مُسلم.
وَقَالَ الطَّحَاوِيّ أَيْضا: حَدثنَا بكار بن قُتَيْبَة، ثَنَا دَاوُد صَاحب الطيالسة، ثَنَا شُعَيْب بن صَفْوَان، ثَنَا عبد الْملك بن عُمَيْر، عَن مُحَمَّد بن يُوسُف، عَن عبد الله بن سَلام: «لما حذرهم من قتل عُثْمَان قَالُوا: كذب الْيَهُودِيّ، كذب الْيَهُودِيّ. فَقَالَ: كذبتهم وَالله وأثمتم، مَا أَنا بِيَهُودِيٍّ، وَإِنِّي لأحد الْمُؤمنِينَ، يعلم ذَلِك الله وَرَسُوله والمؤمنون، وَقد أنزل الله فِي: {قل كفى بِاللَّه شَهِيدا بيني وَبَيْنكُم وَمن عِنْده علم الْكتاب} وَالْآيَة الْأُخْرَى: {قل أَرَأَيْتُم إِن كَانَ من عِنْد الله وكفرتم بِهِ وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل على مثله فَآمن وَاسْتَكْبَرْتُمْ}».
البُخَارِيّ: حَدثنِي عبد الله بن مُحَمَّد، ثَنَا أَزْهَر السمان، عَن ابْن عون، عَن مُحَمَّد، عَن قيس بن عباد قَالَ: «كنت جَالِسا فِي مَسْجِد الْمَدِينَة، فَدخل رجل على وَجهه أثر الْخُشُوع، فَقَالُوا: هَذِه رجل من أهل الْجنَّة. فصلى رَكْعَتَيْنِ تجوز فيهمَا، ثمَّ خرج وتبعته، فَقلت: إِنَّك حِين دخلت الْمَسْجِد قَالُوا: هَذَا رجل من أهل الْجنَّة. قَالَ: وَالله مَا يَنْبَغِي لأحد أَن يَقُول مَا لَا يعلم وسأحدثك لم ذَاك، رَأَيْت رُؤْيا على عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصصتها عَلَيْهِ وَرَأَيْت كَأَنِّي فِي رَوْضَة ذكر من سعتها وخضرتها، وَسطهَا عَمُود من حَدِيد أَسْفَله فِي الأَرْض وَأَعلاهُ فِي السَّمَاء، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَة. قيل لي: ارق. فَقلت: لَا أَسْتَطِيع، فَأَتَانِي منصف فَرفع ثِيَابِي من خَلْفي فرقيت حَتَّى كنت فِي أَعْلَاهَا، فَأخذت بالعروة فَقيل لي: استمسك. فَاسْتَيْقَظت وَإِنَّهَا لفي يَدي فقصصتها على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: تِلْكَ الرَّوْضَة: الْإِسْلَام، وَذَلِكَ العمود: عَمُود الْإِسْلَام وَتلك العروة الوثقى، فَأَنت على الْإِسْلَام حَتَّى تَمُوت. وَذَلِكَ الرجل: عبد الله بن سَلام».